الأخبار والنشاطات

الدور المحوري للمرأة في زيارة الأربعين: رسالة، عطاء، وهوية

الدور المحوري للمرأة في زيارة الأربعين: رسالة، عطاء، وهوية
تم النشر في 2025/08/10 01:34 353 مشاهدة

تُعدّ زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) حدثًا دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا فريدًا في العالم الإسلامي، حيث يجتمع الملايين من الزائرين من مختلف البلدان، ليجسدوا قيم التضحية والإخلاص والوفاء لمبادئ كربلاء. وللمرأة دور أساسي ومحوري في هذه المناسبة، سواء على مستوى التاريخ المرتبط بواقعة الطف أو على مستوى المشاركة المعاصرة في خدمة وإحياء هذه الشعيرة.
موقع كربلاء الاخباري اجرى هذا التقرير ليسلط الضوء  على دور المرأة في فكر زيارة الأربعين
قديماً وحديثاً.

الجذور التاريخية لزيارة الأربعين

عند قراءة التاريخ وجدنا ان جذور زيارة الأربعين تعود إلى اليوم العشرين من شهر صفر سنة 61هـ، اي بعد مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين (ع) وأصحابه في واقعة كربلاء، وقيل ان  الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أول من زار قبر الحسين في هذا اليوم، حيث جاء من المدينة إلى كربلاء ، وأدّى الزيارة متأثرًا ومعبّرًا عن ولائه.
وفي نفس التاريخ والمدة الزمنية عاد ركب السبايا بقيادة السيدة زينب عليها السلام والإمام زين العابدين عليه السلام من الشام إلى كربلاء، حيث التقت القافلة بموكب جابر، وأقيم أول تجمع رمزي عند القبر الشريف.

الدور التاريخي للمرأة في قضية الأربعين

السيدة زينب عليها السلام اول قائدة في واقعة الطف الاليمة، حيث قامت بحماية الامام زين العابدين عليه السلام والنساء والاطفال ونظمت قافلة السبايا الى الشام بصبر وثبات ، فكانت صاحبة خطبة عظيمة في مدينة الكوفة فحركت كلماتها ضمير الامة واشعلت نيران الندم لمن لم يستحيبوا نداء الامام الحسين (عليه السلام).
ولتكمل طريقها قادت المسيرة الإعلامية لثورة الحسين بعد استشهاده، وواجهت الطغاة بكلمة الحق في الشام، مما حفظ رسالة كربلاء حية في ضمير الأمة.

دور زوجات وامهات الشهداء التاريخي لواقعة الطف
كان لهن دور عظيم خلال الواقعة الاليمة لما يمتلكن من الإيمان العميق بالقضية فلم يكن دعمهن بدافع عاطفي فقط، بل عن وعي بالمبدأ الذي يقاتل من أجله الحسين و التضحية الكاملة فقد قدّمن فلذات الأكباد وأقرب الأحبة دون تردد واتصفن بالصبر والثبات لمواجهة المصاب برضى وتسليم، مما كان رسالة قوة أمام العدو بالاضافة الى  المشاركة الفعلية فبعضهن شاركن مباشرة في القتال أو مواجهة العدو بالكلمة والموقف.

دور المرأة المعاصرة في فكر زيارة الأربعين

للمرأة المعاصرة دور بارز في القضية الحسينية وتثبيت جذورها عقائدياً فنجدها تشارك سنويًا في المسير نحو كربلاء، متحدية مشقة الطريق وطول المسافة  لرسم صورة عن  روح الإيمان والوفاء والتأكيد عالمية الرسالة الحسينية بالاضافة الى الخدمة في المواكب وإعداد الطعام وتوزيعه على الزائرين ومؤازة الرجل و
تقديم الرعاية الطبية والخدمات التنظيمية والاعتناء بالأطفال وكبار السن من الزائرين.

البُعد الثقافي والتربوي لفكر زيارة الاربعين

حدثنا الشيخ ابو كوثر الحمداني قائلا بان "زيارة الاربعين لها بعداً تربويا وثقافيا كبيرين للاجيال اللاحقة ونقل هذه القيم الحسينية إلى الأبناء من خلال اصطحابهم في الزيارة وإحياء المجالس والمحاضرات التثقيفية على طول طريق المشاية و ترسيخ ثقافة الإيثار والعطاء من خلال الخدمة للغرباء بلا مقابل المحافظة على الهوية الدينية عبر التمسك بالشعائر ونقلها إلى الأجيال القادمة وللمرأة الدور الاكبر في هذه العملية من خلال ترسيخ مبادئ الثورة الحسينية وتعاليمها منذ الصغر لابنائها وتعليمهم المفاهيم الاساسية التي نادى بها الامام الحسين عليه السلام لتكون النتيحة جيلا واعياً متيقناً بان الحق لايموت وان طال الزمان وتكالب علينا الاعداء.
ونختم تقريرنا بإن المرأة في فكر زيارة الأربعين ليست مجرد مشاركة أو متفرجة، بل هي شريكة في صناعة المعنى وتجديد الرسالة. فكما كانت في كربلاء صوت الحق بعد صمت السيوف، هي اليوم في مسيرة الأربعين قلب نابض يضخ قيم التضحية والصبر والإيثار في وجدان الأمة.
موقع كربلاء الاخباري
تقرير / فاطمة صالح