الأخبار والنشاطات

كربلاء المقدسة تتجه نحو التحول الرقمي لتطوير الخدمات وتنظيم الزيارات المليونية

كربلاء المقدسة  تتجه نحو التحول الرقمي لتطوير الخدمات وتنظيم الزيارات المليونية
تم النشر في 2025/07/22 12:22 163 مشاهدة

محافظة كربلاء المقدسة تسير  بخطى متسارعة نحو تحقيق تحول رقمي شامل في مفاصل العمل الإداري والخدمي، بما يُعزز من جودة الخدمات المقدّمة للمواطنين والزائرين، ويواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة عالميًا، لاسيما في مجال إدارة المدن وتنظيم الفعاليات الكبرى. 
وأمام التحديات المتزايدة في مواسم الزيارات، شرعت محافظة كربلاء المقدسة بتنفيذ خطة رقمية طموحة تسعى إلى اعتماد منظومة متكاملة تهدف إلى تحويل المدينة إلى نموذج ذكي يُدار بتقنيات حديثة تشمل الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، وتطبيقات الهواتف الذكية، في واحدة من أكثر مدن العالم استقبالًا للزوار. 
حيث  تعمل الحكومة المحلية على تنفيذ خطة طموحة لدعم القرار ، على تنفيذ خطة طموحة للتحول الرقمي وتستند إلى محاور عدة، أبرزها تطوير الخدمات الحكومية وتنظيم إدارة الحشود.
وهذه الجهود جاءت ضمن استراتيجية وضعها محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف جاسم الخطابي، لنهوض بالمحافظة وفق رؤية مدنية مع المحافظة على الثوابت لكربلاء المقدسة. 
مدينة ذكية لإدارة الزيارات

وفي هذا السياق، يوضح لنا رئيس قسم تكنولوجيا دعم القرار في المحافظة المهندس أحمد مأمور "أن أحد المحاور الرئيسة  في الاستراتيجية الرقمية يتمثل في إنشاء مركز قيادة ذكي لتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الخدمية مثل الصحة، والبلدية، والمرور، والطوارئ، ضمن منظومة موحدة لإدارة الأزمات". 

تقنيات متقدمة لإدارة الحشود
أما في جانب خطوات التحول الرقمي، سوف يتم توسيع استخدام التقنيات الذكية في إدارة الزخم البشري خلال مواسم الزيارات، وذلك من خلال أنظمة المراقبة المرتبطة بتحليل البيانات والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي.
حيث يؤكد لنا مأمور أن استخدام التحليل اللحظي لحركة الزائرين يُمكّن الجهات الأمنية والخدمية من اتخاذ قرارات سريعة لضمان انسيابية التنقل وسرعة الاستجابة للحالات الطارئة  مشيرا إلى  خطوة القسم في استخدام تقنيات تتبع انسيابية حركة الزائرين في المدينة لافتاً إلى، أنه تم استخدام خوارزميات تحليل الفديو من كاميرات المراقبة ومعالجة البيانات بصورة لحظية. 


نجاح المشروع 
ولضمان نجاح مشروع التحول الرقمي في المحافظة ، يبين لنا المهندس أحمد، انه تم تشكيل  فرق متخصصة من مهندسين وفنيين وتقنيين للإشراف على التنفيذ والمتابعة، مع تعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والجهات الدينية في المدينة. 
 أما في إطار يسعى إلى تحقيق مواءمة دقيقة بين متطلبات التكنولوجيا والخصوصية الدينية والاجتماعية لكربلاء، ويؤكد  أن البنية التحتية الرقمية في تحسّن مستمر؛ إذ ترتبط معظم الدوائر الحكومية بشبكة من الألياف الضوئية،مبينا ان هناك عمل جارٍ لتوسيع نطاق تغطية هذه الشبكة، فضلًا عن تثبيت محطات تقوية جديدة، كما تتوفر مجموعة من الخوادم التابعة للإدارة المحلية، وتعمل بمواصفات عالية خاضعة للمعايير العالمية، أما بخصوص جاهزية الكوادر المحلية، فيشير إلى، أن لدينا طاقات شبابية متميزة من المهندسين والفنيين والموظفين، إلا أن هذه الطاقات بحاجة إلى تطوير مستمر لمواكبة التحديثات التقنية، ومن هذا المنطلق أطلقنا سلسلة من ورش العمل المنتظمة لتأهيل الموظفين الحكوميين على التعامل مع الأنظمة المصممة داخليا.

نماذج عالمية تُلهم كربلاء
تستلهم محافظة كربلاء المقدسة خطواتها من تجارب عالمية ناجحة، ولا سيما تجربة تنظيم الحشود في مكة المكرمة، حيث تم اعتماد أنظمة السوار الإلكتروني، والنقل الذكي، والتطبيقات المركزية، وتُعد هذه التجربة مثالًا بارزًا على كيفية توظيف التكنولوجيا لتجاوز التحديات التنظيمية وتحقيق كفاءة عالية في إدارة الأعداد المليونية من الزائرين.
وفي هذا الجانب يبين لنا مأمور ان الكوادر المتخصصة في القسم تتابع عن كثب تجربة إدارة الحشود في مكة، ونعمل على تكييف هذه التجارب بما يتناسب مع خصوصية الزيارة الأربعينية وباقي المناسبات الدينية، لا سيما من حيث الكثافة البشرية وسلوك الزائرين".
ويختتم أن كربلاء المقدسة تمتلك مقرًا متقدمًا لإدارة الزيارات المليونية يُعرف بـ"المقر المسيطر"، ويضم أكثر من 1400 كاميرا مراقبة، إضافة إلى ممثلين من مختلف الدوائر الأمنية والخدمية، ويُدار بإشراف مباشر من السيد المحافظ لتنفيذ خطط النقل، والتفويج، والخدمات الصحية والأمنية.
تطبيق رسمي شامل 
من جانبه، يشير مسؤول شعبة التطبيقات وخدمات المواقع ضرغام ناصب كريم إلى أن العمل جارٍ على تطوير تطبيق رسمي شامل يقدّم خدمات ذكية للمواطنين والزائرين، لافتا إلى أهمها خريطة تفاعلية ، مواقع المواكب، نقاط الطوارئ، ودليل خدمات الإرشاد، فضلًا عن  إمكانية التواصل المباشر مع الفرق الميدانية. 
ختاما  كربلاء تخطو نحو المستقبل رقمي مستدام، حيث بدأت تعتمد على التكنولوجيا لتقديم خدمات أفضل للمواطنين  والزائرين، هذا التحول لا يخص جهة واحدة فقط، بل هو عمل جماعي تشارك فيه الدوائر الحكومية والمهندسون والشباب والمجتمع كله، الهدف أن تصبح المدينة أكثر تنظيمًا وسهولة، خاصة خلال الزيارات المليونية، وباستخدام تقنيات حديثة وتخطيط مدروس، تسعى كربلاء لأن تكون نموذجًا لمدينة ذكية تراعي خصوصية المكان وتلبي احتياجات الناس بأسلوب بسيط وواضح  وما يجري اليوم هو بداية لمستقبل يتعاون فيه الجميع لبناء كربلاء أكثر تطورًا وإنسانية.
موقع كربلاء الإخباري
تقرير / ملاك سعد